
في ليلة من ليالي موسكو عام 2009، وقف شاب نرويجي عشريني على مسرح مسابقة «يوروفيجن» ممسكاً بكمانه، ليحكي حكاية خيالية على أنغام أغنيته «Fairytale» التي تحولت في دقائق معدودة إلى واحدة من أكثر الأعمال الموسيقية شهرة في أوروبا والعالم.
ألكسندر ريباك، ابن بيلاروسيا المهاجر إلى النرويج، أبهر الملايين بعرضه الذي جمع بين الموسيقى الفولكلورية والطابع العصري، ليحقق فوزاً ساحقاً في المسابقة بأعلى مجموع نقاط في تاريخها آنذاك، ويكتب اسمه في ذاكرة الفن الحديث.
كمان وشغف وحلم
كتب ريباك كلمات الأغنية وألّف لحنها بنفسه، مستلهماً قصة حب قديمة مرّ بها، فجاء النص بسيطاً وصادقاً، تحكي عن شاب أحب فتاة واعتقد أنها ستكون «حكايته الخيالية»، لكنها غادرت. أما اللحن فمزج بين الإيقاع السريع وأداء الكمان النابض بالحياة، ليعكس المشاعر المتناقضة بين الحب والخذلان.
وعلى المسرح، أضاف ريباك لمسته الخاصة حين قدم العرض بمرافقة راقصين أدوا رقصة «هالينغ» الشعبية النرويجية، وسط أجواء بصرية حالمة زينت خلفية المسرح بألوان الطبيعة الإسكندنافية.
نجاح مدوٍ وأرقام قياسية
حصد ريباك أغنية العام في «يوروفيجن» بـ387 نقطة، محطماً الرقم القياسي لأعلى نتيجة آنذاك. وانتشر فيديو الأداء الحي بسرعة على مواقع التواصل، ليصبح من بين المقاطع الأكثر مشاهدة عام 2009.
لاحقاً، أصدر ألبومه الأول بعنوان «Fairytales»، الذي تضمن الأغنية وغيرها من الأعمال، وحقق بدوره مبيعات عالية في الأسواق الأوروبية، لتفتح أمامه أبواب الشهرة والجولات الموسيقية في مختلف أنحاء العالم.
إرث موسيقي يستمر
حتى اليوم، ما تزال «Fairytale» تحظى بحب الجماهير في النرويج وخارجها، إذ تمثل بالنسبة لكثيرين رمزاً لقدرة الموسيقى على تجاوز اللغات والحدود لتلمس القلوب.
وليس غريباً أن توصف بأنها «حكاية خيالية» فعلية، كتبت بأنغام الكمان وصوت شاب مؤمن بأن الفن وحده كفيل بصنع السحر.
المصدر: البوصلة