
.
إثر الإفادة في الأشهر الأخيرة خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، عن عمليات تهريب واتجار لمخدر الكبتاغون يطال العديد من الدول العربية بخاصة سوريا والأردن ولبنان والعراق، تحاول السلطات السورية الجديدة والسلطات اللبنانية الكشف عن مصادر التهريب ومكافحة تصنيع المخدرات عبر مداهمة المناطق التي يشتبه فيها بوجود مصانع تعمل على إنتاج هذه المادة المخدرة لتصديرها لاحقاً.
في الإطار، صرّح الجيش اللبناني يوم الإثنين في 05 أيار/ مايو 2025 أنه داهم معملاً لتصنيع مادة الكبتاغون المخدرة في منطقة “حرف السماقة – الهرمل” الواقعة في شرق البلاد، بالقرب الحدود السورية اللبنانية.
صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني بيان جاء فيه أنه ” في إطار مكافحة تصنيع المخدرات والاتجار بها، داهمت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات معملاً لتصنيع حبوب الكبتاغون عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة حرف السماقة – الهرمل، وعملت على تفكيكه، وضبطت كمية كبيرة من هذه الحبوب، بالإضافة إلى مواد أولية تُستخدم لتصنيعها. وسُلّمت المضبوطات إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق”.
من جهة ثانية، أفاد تلفزيون سوريا في 05 أيار/ مايو عن ضبط معمل ضخم لصناعة المخدرات على الحدود السورية- اللبنانية من ناحية مدينة القُصير، وذلك بالتعاون مع الجيش اللبناني وإدارة مكافحة المخدرات السورية. وُجد بداخل المصنع الذي تم ضبطه جناحاً كبيراً مخصصاً للمواد الأولية التي يستخرج منها الكبتاغون، وآخر لتصنيع مادة الكبتاغون والكوكايين، يضم مكابس لإنتاج حبوب الكبتاغون المخدرة، بحسب ما صرّح به الصحافي أنس ادريس على الحدود اللبنانية السورية.
ومن ناحية أخرى، أحبطت القوات المسلحة الأردنية، فجر الخميس 8 مايو / ، محاولة جديدة لتسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة عبر الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، في ثاني حادثة من نوعها خلال أقل من 24 ساعة.
وقال الجيش الأردني، في بيان، إن قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الشرقية، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات، رصدت تحركات مشبوهة عند إحدى النقاط الحدودية، وتدخلت على الفور للتعامل مع التهديد.
وأكد أن القوات المسلحة الأردنية تعمل بكل قوة وحزم لمنع عمليات التسلل والتهريب، حفاظاً على أمن واستقرار الأردن.
تهريب المخدرات عبر الحدود السورية – الأردنية
من الجدير بالذكر أن الحدود السورية الأردنية تشهد محاولات تسلل مستمرة، إلى جانب عمليات تهريب المخدرات. ومع سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في كانون الأول الماضي، شهدت عمليات التهريب انخفاضاً ملحوظاً، لكنها بدأت بالعودة تدريجياً، فقد أعلنت السلطات الأردنية عن إحباط محاولات تهريب تخللتها اشتباكات مسلحة، أسفرت عن مقتل مهربين وإصابة أحد أفراد الجيش الأردني.
وتشير التقارير إلى أن شبكات التهريب، التي كانت تعمل تحت إشراف النظام المخلوع، استغلت الفوضى الأمنية الناتجة عن سقوطه لإعادة تنظيم صفوفها واستئناف عملياتها على الحدود الأردنية.
ويواصل الجيش السوري الجديد، بالتعاون مع الأمن العام، جهودهما في تفكيك شبكات تصنيع المخدرات التي تركها النظام المخلوع، إلى جانب تشديد الرقابة على الحدود لمنع التسلل والتصدي لعمليات التهريب.