
تشهد جبهات محافظة السويداء حالة من الهدوء، اليوم الثلاثاء، مع استمرار دعوات التهدئة والالتزام بوقف إطلاق النار من كافة الأطراف. وأكدت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”، أن قوى الأمن الداخلي تنتشر على الحدود الإدارية للمحافظة بهدف الحفاظ على وقف إطلاق النار. وقالت المصادر إن “مقاتلي العشائر” ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة، مؤكدة أن قوى الأمن الداخلي انتشرت فقط في المناطق التي دخلها مقاتلو العشائر بريف المحافظة.
ولفتت المصادر إلى أن الليلة الماضية شهدت مناوشات في بعض مناطق التماس ما بين مقاتلي العشائر والمجموعات المسلحة الموالية للشيخ حكمت الهجري، منها مناوشات على محور مدينة شهبا. وبدورها، أعلنت “حركة رجال الكرامة”، وهي فصيل موالٍ لزعيم الطائفة الروحية للموحدين الدروز في السويداء حكمت الهجري، عن مقتل 46 عنصراً منها خلال الأحداث التي شهدتها المحافظة.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير صدر عنها مساء أمس الاثنين، مقتل ما لا يقل عن 558 سورياً، بينهم 17 امرأة و11 طفلاً، وستة من الطواقم الطبية، بينهم ثلاث نساء، واثنين من الطواقم الإعلامية، وإصابة ما يزيد عن 783 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في محافظة السويداء. وذكرت الشبكة أن القتلى سقطوا خلال الفترة ما بين 13 يوليو/تموز و21 من الشهر ذاته. وأوضح التقرير أنه بُني على معلومات تمكنت الشبكة من التحقق منها. وقال التقرير: “يأتي هذا التصعيد في سياق اشتباكات عنيفة وأعمال عنف متصاعدة، شملت عمليات قتل خارج إطار القانون، وقصفاً متبادلاً، إلى جانب هجمات جوية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
لجنة تقصي أحداث الساحل تدعو لمؤتمر صحافي
وفي سياق آخر، دعت اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل، وسائل الإعلام لمؤتمر صحافي من المقرر عقده اليوم في تمام الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت دمشق. وأوضحت اللجنة أن المؤتمر يترأسه القاضي جمعة العنزي، رئيس اللجنة، وبمشاركة المحامي ياسر الفرحان، المتحدث الرسمي باسم اللجنة. ووفق اللجنة، يهدف المؤتمر إلى تقديم إحاطة شاملة بشأن منهجية وآليات عمل اللجنة خلال فترة التحقيق، واستعراض أبرز النتائج التي توصلت إليها، إضافة إلى التوصيات النهائية التي خلصت إليها اللجنة بعد أشهر من العمل الميداني والمكتبي.
وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت، أول أمس الأحد، أن الرئيس أحمد الشرع تسلم التقرير النهائي للجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري، التي وقعت في مارس/آذار الماضي. وقال بيان الرئاسة إنه سيجري فحص نتائج التقرير بدقة لتأمين اتخاذ خطوات تضمن عدم تكرار ما حصل. وطلبت الرئاسة من اللجنة عقد مؤتمر صحافي لوضع الرأي العام في سورية في صورة نتائج أعمال التحقيق التي قامت بها، بما يضمن “كرامة الضحايا، وسلامة الإجراءات القضائية، وحماية الأدلة”.